کد مطلب:240999 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:130

لاطاعة لمخلوق فی معصیة الخالق
روی الشیخ الحر عن عیون الأخبار بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا علیه السلام فی كتابه إلی المأمون قال: «و بر الوالدین واجب و إن كانا مشركین، و لا طاعة لهما فی معصیة الخالق و لالغیرهما؛ فإنه لاطاعة لمخلوق فی معصیة الخالق» [1] .

إشارة إلی قوله تعالی: «و وصینا الإنسن بوالدیه حسنا و إن جهداك لتشرك بی ما لیس لك به علم فلا تطعهما إلی مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون». [2] و إن كان موضوع الآیة الأبوین إلا أن إطاعة المخلوق كائنا من كان فی معصیة الخالق ممنوعة شرعا و عقلا و لكن الإحسان إلیهما و إن كانا مشركین واجب كما قال الرضا علیه السلام عملا بالآیة الشریفة.

و لایخفی أن الحر قد عقد «باب تحریم إسخاط الخالق فی مرضاة المخلوق حتی الوالدین، و وجوب العكس». [3] و فیه اثناعشر حدیثا مرویا عن أهل البیت علیهم السلام و الحدیث الجاری منها.

و منها الباقری: «لا دین لمن دان بطاعة من عصی الله، و لادینت لمن دان بفریة باطل علی الله، و لادین لمن دان بجحود شی ء من آیات الله.» [4] .

و النبوی: «من طلب مرضاة الناس بمنا یسخط الله عزوجل كان حامده من الناس ذاما، و من آثر طاعة الله عزوجل بما یغضب الناس كفاه الله عزوجل عداوة كل عدو، و حسد كل حسد [حاسد] ، و بغی كل باغ، و كان الله ناصرا و ظهیرا» [5] .

و الصادقی: «كتب رجل إلی الحسین علیه السلام عظنی بحرفین، فكتب إلیه:



[ صفحه 381]



من حاول أمرا بمعصیة الله كان أفوت لما یرجو، و أسرع لمجی ء ما یحذر» [6] .

و النبوی: «من أرضی سلطانا جائرا بسخط الله خرج عن دین الله» [7] .

و من ألفاظ رسول الله - صلی الله علیه و آله -: «لا طاعة لمخلوق فی معصیة الخالق» [8] .

و الصادقی: «لیس العبادة هی السجود و الركوع إنما هی طاعة الرجال، من أطاع المخلوق فی معصیة الخالق فقد عبده» [9] و العلوی: «لا طاعة لمخلوق فی معصیة الخالق» [10] .

فظهر من ذلك كله أن هذه الحكمة من المثل السائر عند أهل البیت علیهم السلام فهو مثل نبوی و علوی و رضوی، و لقد بحثنا فیه بحثا ضافیا عند عرض كلمات أمیرالمؤمنین علیه السلام [11] .



[ صفحه 382]




[1] الوسائل 423 - 422/11، عيون الأخبار 123:2.

[2] العنكبوت: 8.

[3] الوسائل 423 - 421/11، باب 11 من أبواب الأمر بالمعروف.

[4] المصدر ص 421.

[5] المصدر.

[6] المصدر.

[7] المصدر ص 422 - 421.

[8] المصدر ص 422.

[9] المصدر ص 423.

[10] النهج 389:18، الحكمة 167.

[11] حرف اللام مع الألف من «أمثال و الحكم العلوية» مخطوط.